أنتظر دوري عند طبيب الأسنان لأصلح ما أفسدته السوسة التي لم ينفع معها ما كنت أحفظه من عبارات رنانة حول أهمية الفرشاة والمعجون وأنال تقديرا جيدا في المدرسة…حتى إذا رجعت للبيت سرقت بعض السكر من المطبخ كي تداعبه أضراسي علي أرى حلاوة الحياة التي أطالعها في الكتب المدرسية…..
في غرفة الانتظار كنت أتابع ناسيونال جيوغرافي…نمر يطارد غزالة وقد رسم استراتيجية حدد من خلالها هدفه بدقة وانتظر مرور سرب المها…عجبت كيف أنه دقيق في هدفه فلم يصرفه مرور بعض الغزالات قريبا منه.. وفي ثوان معدودة كان يحكم قبضته على عنق الغزالة…غير أن مجموعة من الضباع أحاطت به…ولأن “الْحْمِيّةْ تَغْلَبْ السّْبَعْ” كما يقال…لم يجد النمر بدا من الانسحاب بعيدا تاركا الضباع تحيط بالغزالة الممددة على الأرض…وفي غفلة من الضباع قفزت الغزالة تاركة علامات الدهشة على الزبناء المنتظرين دورهم…في الوقت الذي نادت علي مساعدة الطبيب إيذانا بحلول دوري….
تمددت على الأريكة وحدث الغزالة يسيطر على ذاكرتي…فتحت فمي أخيرا…لكن دون أن أنبس ببنت شفة!
انتظار – المختار السعيدي (قصة قصيرة)
Tagged in :
fb.com/almokhtaarcom
2.200
صفحتنا على فيس بوك